قطتين دخلوا حياتي بدون إذني.. وغيروا كل شي!
مرحباً بكل محبي القطط 🐈😻
هالتدوينة مكتوبة بأسلوب شخصي ينقل تجربة واقعية تستحق أن تكون جزء من محتوى المدونة، لأنها ببساطة مليئة بالمشاعر الحقيقية والتي قد يمر فيها كثير من الناس.
بطلة القصة تبدأ كلامها بقولها:
راح أشاركم تجربة حقيقية، عشتها بكل تفاصيلها، وأتمنى توصل لقلب كل شخص يمر بفترة صعبة، أو يحس بوحدة وفراغ.
أنا كنت من الناس اللي ما يحبون الحيوانات، بصراحة ما كان عندي أي مشاعر تجاههم، يمكن تبلّد، يمكن برود، ما أعرف بالضبط… لكن الأكيد إني ما كنت أطيق فكرة وجود حيوان في بيتي.
في يوم من الأيام، أحدهم رمى قطتين صغيرتين عند باب بيتنا، وطرق الباب وهرب. ما اهتمّيت، ولا حتى فكرت فيهم. كان عندي فتور تام… كأن الموضوع ما يعنيني.
أختي كانت الوحيدة اللي دافعت عنهم، وقررت تعتني فيهم وتبقيهم في البيت. أما أنا؟ كنت أتصرف كأنهم مو موجودين أصلاً. ما كنت ألتفت لهم، حتى عيوني ما كنت أرفعها أشوفهم. لكن مع الوقت، كنت أشوفهم يلعبون، يركضون، يتشقلبون… وبدت عيوني تلاحظ، وقلبي شوي شوي يتحرك.
وجاء الشتاء، ومن بين كل الأماكن، اختاروا ينامون على سريري. في البداية، شعرت بعدم ارتياح، وكنت أحاول أبعدهم، أرمي عليهم أشياء خفيفة، أصرخ، بس هم كانوا ولا كأنهم شايفين مني شيء سيء. ما كان لهم أي ردة فعل سلبية، لا غضب، ولا استسلام.
وفي وسط كل هالصراع، جاء سؤال في بالي: ليش القط رغم معاملتي القاسية له، ما كرهني؟ ليش استمر يقرب مني؟ بينما أنا قضيت سنين أحاول أرضي الناس حولي، أقدم اهتمام، أكون مثل ما يبغون، وفي أول غلطة يحاسبوني حساب شديد… ولا ألاقي منهم الحب اللي أحتاجه؟!
هنا بدأت أحس إن في شيء مختلف… شيء نقي، وطيب، يمكن لأول مرة في حياتي أشعر إن فيه أحد يتقبلني مثل ما أنا، بنوري وظلامي، بدون شروط. وهنا بدأت أحبهم، بدأت أفتح قلبي، وكأنهم أول من فعل ذلك معي.
مع مرور الأيام، تغير كل شيء. صرت أعتني فيهم، أطعمهم، أنظف مكانهم، وأهتم بأصغر تفاصيلهم. صاروا جزء من حياتي، ومن عالمي اللي كان فاضي. صار في حياة تمشي قدامي، وصوت، ودفء، ورفقة حقيقية.
الفوائد النفسية لتربية القطط – مدعومة علمياً
اللي جرب يعيش مع قطة، يعرف إنها مو بس مخلوق لطيف يلعب معك… هي علاج روحي ونفسي من نوع خاص. الدراسات العلمية ما سكتت عن هالموضوع، بل أكدت على فوائد كبيرة لتربية الحيوانات الأليفة، وبالذات القطط.
- تخفيف التوتر والقلق:
في دراسة نُشرت بمجلة Frontiers in Psychology، تم إثبات إن التفاعل مع الحيوانات الأليفة يقلل من هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويرفع هرمونات الراحة مثل السيروتونين والدوبامين.
- صوت الخرخرة وتأثيره العلاجي:
علمياً، صوت خرخرة القطط له تردد معين (بين 25 و150 هرتز) يساعد على خفض الضغط النفسي، وحتى تسريع التئام العظام والأنسجة! يعني وجود قطة جنبك يساهم بشكل فعلي في تهدئة أعصابك.
- العلاج بالحيوانات (Pet Therapy):
بعض العيادات النفسية في أوروبا وأمريكا تستخدم القطط ضمن جلسات العلاج، لمساعدة الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو اضطرابات القلق. وهذا النوع من العلاج أثبت فعاليته عند الأطفال والمراهقين أيضاً.
- أمان نفسي دون شروط:
القطط تعطيك حب بدون ما تطلب منك شيء. ما تهتم كيف شكلك، ولا كم عندك فلوس، ولا وش منصبك. هي بس تحس بطاقتك، وإذا حست إنك محتاج حضن، تقرب منك وتجلس جنبك. هذا الشعور وحده… يشرح القلب.
أذكر إني سمعت دكتورة تتكلم عن تأثير القطط، وكان كلامها جداً عالق في بالي. كانت تحكي عن شخص مرّ بفترة اكتئاب، ولما اقتنى قط، بدأت نفسيته تتحسّن ومزاجه يهدأ شوي شوي. لدرجة إنه مع الوقت صار يهتم بالقطط ويعتني فيهم. من وقتها وأنا مؤمن إن القطط عندها طاقة ناعمة ونظيفة، تقدر تهوّن علينا لحظات الحزن وتعطينا شعور بالأمان والراحة يمكن ما نلقاه حتى من الناس.
أنا ما كنت أصدق إن قط صغير ممكن يغيّر فيك شيء… لكني شفت بعيني، وعشت بقلب مليان مشاعر، إنهم فعلاً يقدرون. القطط مو بس كائنات ناعمة ولطيفة… هم مرآة، ينعكس فيها الشيء اللي نحتاجه وما قدرنا نوصل له بروحنا.
إذا كنت تمر بفترة وحدة، أو تحس إن حياتك ما فيها طعم، فكر تتبنى قطة. مو لأنك تبغى تملى فراغ، لكن لأنها ممكن تكون بداية حياة جديدة لك وفيها أجر، مثل ما صارت لي. انتهى.
تعليقات0